كتب: لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل ان لغتنا الام ، اللغة العربية ، بلهجاتها المحلية المختلفة .. والفصحى .. التي تشكل القاسم المشترك في لغة العرب .. وفي جميع مناطق سكناهم ، جاءت من اللغات السامية ، تلك اللغات التي تعتبر بحكم الميتة ، لانها بادت ولم يتبق منها شيء يمكن ان نتعرف عليها بشكل واضح . ويذكر الباحثون في اصل اللغات ، ان اللغة المصرية لها قرابة وصلة مع اللغات السامية ، وقد ثبت ان اللغة العربية من ارقى اللغات السامية وافصحها واكثرها اتساعا ، وبمكن ان نجد ذلك في اقدم النصوص التي عثر عليها والتي تمتد الى القرن الثالث قبل الميلاد ، وهي نصوص ادبية فصيحة تمثل الشعر الجاهلي وبعض الحكم ، وهي نصوص لاغبار عليها .
ومن اكثر المصادر التي حافظت على اللغة العربية الفصحى وبهذا الشكل المهذب للغة ، هو القرآن الكريم . كما ان لغة نجد تكاد تكون متميزة عن اللهجات المحلية في الجزيرة العربية . يقول جرجي زيدان ( اكثر سكان اواسط جزيرة العرب من قبائل مضر ) وقريش كانت تتكلم العربية الفصحى ، وهناك تباين في اللهجات ، فلغة الشعراء في الجاهلية ، تكاد تكون مختلفة عن المناطق الاخرى . ومن خلال ما مرت به المنطقة العربية سواء في اليمن او في الحجاز ، فهناك لغة الجنوب وهي اللغة ” الحميرية ” ولغة الشمال ” اللغة المضرية ” وليس خافيا ان اللغة القحطانية تختلف عن اللغة العدنانية ، ويقول ابو العلاء ” ليست لغة حمير بلغتنا ولا عربيتهم بعربيتنا “وذلك لان لغة حمير قريبة من لغات الاحباش والاكديين ، ولغة الحجاز قريبة من العبرية والنبطية .
ما هي اسباب تكون اللغات ؟
1 ) حركة الاسواق وتأثيرها الكبير على وفرة الاحاديث في لغات متنوعة ، مما يعد توفر قاموس شعبي يتحرك في تلك الاسواق . كما ان حضور الشعراء والخطباء والحكماء وما يدور في تلك الاسواق من حوارات وبلهجات مختلفة .
2 ) حضور مكة وقريش : ان هذا الحضور كان يمثل محطة للقوافل التجارية والدينية ، لان الكعبة كانت تمثل معلما دينيا تقصده القوافل من انحاء الجزيرة ومن خارجها .
3 ) الجوار الحضاري : كانت الجزيرة العربية محاطة بامبراطوريات شاسعة ، الفرس والروم والاحباش، وهؤلاء يمتلكون لغات وحضارة ، وهم متواصلون مع العرب من خلال التجارة والاسواق والسفر والحروب وغيرها كانت وسائل للتواشج والتلاقح بين العربية وجاراتها .
وهكذا كانت اللغة العربية لغة الضاد والشعر والادب والثقافة والمعرفة ، كما انها لغة الوحي والجنة ، ولغة القرآن الحكيم .